المضادات الحيوية : هل انت بحاجة الى استعمالها ؟؟
سوء الاستخدام قد يضعك والاخرين على محك
الخطورة
الدكتور
الصيدلاني : مروان داود
اذا كنت تضن ان مقاومة البكرتيا للمضادات الحيوية ليست خطرة ولن تؤثر عليك
..!! فيجب ان تعيد التفكير .. من ابرز الامثلة انتشار سلالات من بكتريا المكورات
العنقودية المقاومة في المجتمع بعد ان كان خطرها منحصراً على المرضى الراقدين في
المستشفيات.ليس هناك أدنى شك أن استخدام المضادات الحيوية بالصورة الصحيحة
يمكن أن ينقذ حياة المريض، إلا أنها لا تستخدم دائماً بالشكل الصحيح واحد النتائج
السلبية لذلك هو ظهور السلالات البكترية المقاومة للمضاد الحيوي.تعرف المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية بانها عدم قدرة المضاد الحيوي
المعين على قتل او تحديد نمو او التأثير على سلالة او سلالات معينة من البكتريا
وبالتالي عدم استفادة المريض من الدواء الذي يتناوله او اطالة فترة البقاء في
المستشفى او الاحتياج الى مراجعة الطبيب او استعمال ادوية ومضادات حيوية اخرى قد
تكون اكثر سمية وفي اسوء الحالات قد تؤدي الى الموت.ان من اهم اسباب ظهور السلالات البكتيرية المقاومة للدواء هو الافراط في
استخدام المضادات الحيوية وكما يلي:
1-
كمية المضاد الحيوي المستخدم : وهي تعني
استخدام جرعة من المضاد الحيوي تودي الى حدوث طفرات في اجيال من البكتريا الطبيعية
الموجودة في الجسم وباتالي حدوث التهابات بكتيرية اكثر (التهابات المجاري البولية
مثلا)
2-
نوع المضاد الحيوي : استخدام مضاد حيوي ذو
فعالية اكثر مما يحتاجه المريض وبالتالي حدوث المقاومة البكتيرية او تاثر المريض
بالاثار الجانبية لهذا الدواء. او استخدام مضاد بكتيري لعلاج اصابة ناتجة عن
فايروس (البرد و السعال مثلا)
3-
توقيت استخدام المضاد الحيوي: وهو عامل مهم
في الشفاء فمثلا الطبيب يصرف علاجا معينا للمريض ولكن المريض يستخدمه لايام قليل
دون اكمال دورة العلاج (لاسباب عدة منها: الاهمال, غلاء الادوية) وبالتالي يودي
انخفاض تركيز الدواء في الدم وعودة المرض وقد يؤدي الى ظهور المقاومة البكتيرية.
4-
الاكثار من استخدام المضادات الحيوية عن طريق
الحقن : وهي ظاهرة غير جيدة تعكس ضعف الثقافة الدوائية للمجتمع فبحثا عن المردود
السريع للعلاج يتجه المريض الى تفضيل استخدام الادوية المعدة للحقن وهذا ليس
مفهوما خاظئا بحد ذاته وخاصة في الالتهابات الخطرة والمهددة للحياة ولكن في الالتهابات
البسيطة او حتى الاصابات الناتجة عن الفيروسات فان استخدام الحقن لايعد خيارا
ناجحا بل انه يعرض المريض للكثير المخاطر ليس اقلها الاثار الجانبية والتحسس
المهدد للحياة وطبعا بالاضافة الى ظاهرة مقاومة البكتريا للمضاد الحيوي.
ان مسالة الافراط في استخدام المضاد الحيوي ليست شيئا خاصا بنا هنا في
العراق بل هي مشكلة عالمية فهناك احصائيات تشير الى ان 50% من المضادات الحيوية تصرف لحالات لاتحتاج الى
صرف تلك الادوية.
ان الخطورة الكامنة في المقاومة البكترية ليست محصورة في ظهور التهابات لا
تستجيب للعلاج ولكن الاخطر هو ان البشرية تفقد الكثير من سلالات البكتريا الحميدة
النافعة التي تعيش في جسم الانسان ومع تزايد استخدام
المضادات حيث أظهرت الدراسات أن البكتيريا الموجودة في جسمنا والتي نتعايش معها تغيرت
كثيراً، وأهم مثال على ذلك البكتيريا H.pylori الموجودة عادة في المعدة بشكل طبيعي والتي باتت تسبب
تقرحها، فمنذ مائة عام كانت هي أهم بكتيريا يحملها الشخص، أما اليوم فقد أظهرت إحدى
الدراسات أن نسبة 6% فقط من الأطفال يولدون ومعهم تلك البكتيريا، مما يدل على أنها
باتت تتجه نحو الانقراض وهذا يمكن أن يحدث مع باقي الجراثيم المطلوب تواجدها في الجسم
عادة.. وأكدت الدراسات على ضرورة مراعاة الحذر في وصف المضادات الحيوية،
خاصة لدى النساء الحوامل والأطفال الرضع الذين مازالوا في طور تكوين مجموعات البكتيريا
المفيدة في أجسامهم.
العامل الاخر المهم هو تكلفة العلاج فالبكتريا المقاومة تحتاج الى ادوية
احدث تفوق اسعارها اضعاف اسعارالادوية
العادية سواء من ناحية سعر العلاج نفسه او مدة العلاج (البكتريا المقاومة تحتاج
مدة اطول للعلاج وقد تحتاج حتى الرقود في المستشفى) .
اننا هنا لسنا في مقام منع استخدام المضادات الحيوية ولكن الهدف هو تقنين
استخدامها قدر المستطاع و النداء هنا موجه الى كل من الاطباء والصيادلة من جهة صرف
العلاج للمرضى والتاكد قدر المستطاع من حاجة المريض لهذا الدواء وللمريض من جهة اخرى من خلال عدم استعمال المضادات
الحيوية دون استشارة الطبيب وكل هذا سيؤدي الى منع او تقليل ظهور السلالات البكتيرية المقاومة
وتخفيض كلفة العلاج للمرضى وتقليل الاثار الجانبية الناتجة عن سوء استخدام هذه
الادوية.
وفي الختام نسأل الله لكم دوام الصحة والعافية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق