تعد السمنة
من المشاكل العصرية التي تشغل بال الكثير من الناس مما يدفعهم للبحث عن وسائل
لمعالجة هذه المشكلة فهم يبداون بالحمية الغذائية والرياضة و يدفعهم الياس من
خسارة الوزن او الرغبة في فقدان اكبر وزن في اسرع وقت ممكن ويستخدم لذلك الغرض
العديد
من الخلطات والاعشاب والادوية المعروفة وغير المعروفة فما هي مدى
فاعلية وسلامة هذه المواد او مدى ملائمتها للاستهلاك البشري من اصله.
مع اتفاقنا
على مخاطر السمنة التي قد تتسبب في العديد
من الأمراض الصحية، مثل أمراض القلب، والشرايين، والكوليسترول، والسرطان، والسكري،
إضافة إلى الجانب الجمالي للجسم . فيندفع الكثير من الأفراد المصابين بالسمنة إلى
الحصول على دواء ناجع، يخفض الوزن دون أن يفقدوا متعة تناول الطعام أو التزامهم
ببذل أي مجهود رياضي، مما شجع مختبرات الأدوية إلى أن تكون حقلا مغريا لأدوية
السمنة، لسحب مليارات الدولارات من جيوب المستهلكين، وللأسف انتشرت هذه التجارة
بشكل عشوائي، فأرفف الصيدليات مزدحمة بالمستحضرات التي تعد مستهلكيها بالحل
الأكيد، والإعلانات تحاصرنا في كل مكان، وتتنافس مختلف أنواع الأدوية في أنها
العقار الأمثل، ويجتهد بعض الأقارب والأصدقاء في جلب الأدوية التي تخفض الوزن من
أرفف الصيدليات وربما العطارين ومحلات التجميل . ان تلك الأدوية قد لا تستنزف
جيوبهم فقط (والذي قد ينظر له المستهلك بعين الاعتبار لارتفاع ثمن مثل هذه
الأدوية) فهي إلى جانب أنها قد تكون عديمة الجدوى في خفض الوزن، إلا أن الخطر
الأكبر في إمكانية تسببها بأمراض أو تلف لبعض أعضاء الجسم وربما التسبب في الوفاة.
أنواع الأدوية الخافضة للوزن
لا يُنصح
عادة باستخدام الأدوية الخافضة للوزن إلا بعد تجربة استخدام طرق غير دوائية مثل
الحمية الغذائية وممارسة الرياضة لمدة ثلاثة أشهر وتحت إشراف طبي بالتعاون مع
أخصائي تغذية، وعند تناولها فإنه يقتصر على المصابين بالسمنة من الذين تجاوز مؤشر
كتلة الجسم 30 كجم/م2، ويجب الحذر عند استخدامها لبعض الفئات مثل الحامل والمرضع
والأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض السكري أو الكلى أو الكبد أو الماء الأزرق
(الجلوكوما) أو الصرع أو المصابين ببعض الأمراض النفسية او أمراض القلب والشرايين
وأمراض الجهاز التنفسي وارتفاع ضغط الدم، كما يجب أن يرافق تناول الدواء الالتزام
بالحمية الغذائية وممارسة النشاط الرياضي ورفع مستوى الوعي الغذائي في نوع الأغذية
وكمية تناولها.
وتقسم
الادوية الخافظة للوزن حسب ميكانيكية
عملها الى :
1- الدوية
المقللة لشهية الطعام : تاشير هذه الادوية يتم من خلال التاثير على الجهاز العصبي
المركزي فتقلل الشهية للطعام وهي لا ينصح بتاتا باستخدامها بسبب تاثيرتها الجانبية
الخطرة فلها اثار نفسية كالقلق والاضطراب والهلوسة اضافة الى والهلوسة إضافة إلى
ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب. وتوجد حالة لدواء معين من هذا النوع في العراق انتشر في فترة معينة
وموخرا قامت وزارة الصحة بمنع تداوله
لتسببه في اثار جانبية خطرة.
2- الأدوية
المسهلة: ويؤدي تناولها إلى سرعة طرح الغذاء من القناة الهضمية قبل امتصاصه، مما
قد يتسبب في سوء الامتصاص وفقدان عناصر مهمة من الطعام دون امتصاصها كالفيتامينات
والمعادن، وقد تتسبب في حدوث إسهال مزمن عند استخدامها لفترة طويلة.
3- الأدوية
المدرة للبول: وأهم مضاعفات تناول هذه الأدوية هو نقص الأملاح المعدنية في الدم
وزيادة حمض البول وضعف العضلات وارتخائها.
4- الأدوية
التي تقلل من امتصاص الدهون: وتعمل على الحد من امتصاص 30% من الدهون التي تستهلك
خلال الوجبة الواحدة، وأبرز أضرارها الإسهال واضطرابات الجهاز الهضمي وعدم امتصاص
الفيتامينات الضرورية الذائبة في الدهون.
ان اغلب
الادوية الموجودة اليوم في اسواقنا تعتمد على النوع الاول والثاني وهو اخطر الانواع واكثرها اثارا جانبية
بغض النضر عن مدى فاعليتها واثمانها المرتفعة.
ولمعلوماتكم
فان الهيئات الدولية لا تقوم باعتماد هذه الانواع من الادوية فمثلا منظمة الادوية والغذاء
الامريكية FDA لم تسجل ادوية تخفيض الوزن على مدى تاريخها الا
دواءا واحدا من النوع الرابع وتم اقراره عام 1999 ومنذ ذلك التاريخ ولغاية شهر
حزيران 2012 لم يتم اقرار الا دوائين اخرين لذلك فمجموع الادوية المقرة للاستعمال
رسميا في الولايات المتحدة هي ثلاثة فقط.
ما الذي يفاقم المشكلة في العراق
؟؟
الذي يفاقم
المشكلة في العراق هي العوامل الاتية :
1- غياب او
قلة الرقابة والتقييس على الادوية المباعة في القطاع الخاص
2- ان
الادوية هنا تباع بشكل اغذية مثلا ( قهوة او شاي للتخسيس) على انها مكونات
طبيعية ولكنها في الحقيقة مركبات كيميائية
قد تتسب في مشاكل لمستخدميها تبدا بالمشاكل النفسية وقد يصل بعضها الى كونها عوامل
مسببة للسرطان.
3- تركيبات
هذه الادوية غير معروفة فلا يوجد عليها جدول محتويات او كميات بل هي مجرد علب
ملونة مزينة بصور تدل على التنحيف والوسامة بدون ذكر المكونات وعلى الاغلب السبب
هو ما ذكرنا في النقطة السابقة.
4- معضمها
يعتمد على مبدا فقدان الشهية و الاسراع في فقدان السوائل وهو يودي بالفعل الى
انقاص الوزن ! ولكن في الاتجاه الخاطي حيث ان هذه الطريقة ستودي بمضاعفات خيرة على
حياة الانسان
5- استخدام
هذه الادوية يتم دون استشارة طبية وانما فقط القرار عائد للشخص ... فهل هو بالفعل
بحاجة لهذه الادوية ؟؟
6- جعل
الادوية هو الخيار الاول لانقاص الوزن وهو مبدا خاطيء تماماً
وهم ام حقيقة ... ؟؟
هل استخدام
الادوية ينقص الوزن بالفعل .... ادعت دراسة ألمانية نشرها قسم التغذية وعلم النفس
بجامعة غوتينغن الألمانية أن أغلبية الأدوية التي يقال إنها تسهم بتخفيض الوزن ليس
لها أي تأثير في خفض الوزن وهي أدوية وهمية، واستمرت هذه الدراسة ثمانية أسابيع
وشارك فيها نحو 189 شخصا يعانون من الوزن الزائد وتم تقسيم هذا العدد إلى
مجموعتين: المجموعة الأولى أعطيت الجرعة اليومية اللازمة من أدوية إنقاص الوزن أما
أعضاء المجموعة الثانية فقد تم إعطاؤهم دواء وهميا حيث تم إيهامهم بأنه دواء خاص
لإنقاص الوزن والنتيجة كانت أن أعضاء المجموعتين خسروا الوزن نفسه في المدة
المحددة للدراسة، وأشارت الدراسة إلى أن تأثير الدواء الوهمي مهم جدا لخسارة الوزن
الزائد فهو يساعد الناس إذا اعتقدوا أنهم يأخذون شيئا على خسارة أوزانهم لأنه يسهم
في تغيير أنماط الحياة للقيام بالأفضل.
فهل يستحق
تناول الأدوية التي تدعي قدرتها على خفض الوزن المجازفة بتناولها رغم مخاطر ذلك
ومحدودية تأثيرها، فلا يوجد حتى الآن عقار آمن تماما وفعال للقضاء على السمنة ،
فالأدوية المنتشرة منها ما هو غير آمن، ومنها من لم يكتشف حتى الآن أنه غير آمن،
ويحتاج مزيدا من الوقت لاكتشاف ذلك!، وفي الجانب الآخر فإن تأثير معظمها متواضع
إذا لم يرافق استخدامها الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، وفي معظم
الحالات يرجع الوزن إلى ما كان عليه بعد التوقف عن تناول الدواء.
ما هو الحل ؟؟
الحل يكمن في
اعتماد نظام غذائي صحي من البداية وممارسة الرياضة ولو بشكل اسبوعي على الاقل
واعتتماد العادات السليمة للنوم والعمل وعدم الاعتماد باي شكل من الاشكال على هذا
النوع من الادوية .
وفي الختام
نتمنى لكم دوام الصحة والعافية بعيدا عن السمنة واثاراها وادويتها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق